القوة والضعف هل هي أشياء مكتسبة
هل يولد بعض الناس بشخصية قوية بينما يولد آخرون بشخصية ضعيفة؟
أم أن القوة والضعف هنا اكتسابيان؟
لا شك أن هنالك من يولد في ظروف تجعله أقوى شخصية من غيره، فكما يرث أحدنا الصفات الجسدية لآبائه وأمهاته مثل لون بشرته، وتقاسيم وجهه، كذلك فإنه يرث صفاتهم النفسية بنسبة معينة، ولكن ذلك لا يعني أن من لم يرث قوة الشخصية من آبائه فإنه لا يمكنه اكتسابها.
فالصفات التي نرثها ليست كلها من النوع الذي لا يمكن تبديله وتغييره، ولا من النوع الذي لا يمكن الإضافة عليه بشكل أو بآخر..
فظروف الحياة، والتجارب التي يمر بها الإنسان، وتصميمه الجاد وقوة إرادته.. كلها تشكل عوامل تدفعه إلى زرع الصفات التي يرغب فيها في ذاته لتنمو في شخصيته.
وهذا يعني أن ضعفاء الشخصية يمكن أن يصبحوا بمرور الزمن أقوياء، كما يمكن أن يولد أشخاص أقوياء في شخصياتهم من جهة الوراثة، ولكنهم بفعل الظروف الاجتماعية والعائلية يفقدون قوة شخصيّتهم إلى درجة كبيرة.
إن النظر إلى الواقع العملي يكشف عن أن الأكثرية من أقوياء الشخصية هم من الذين اكتسبوها من خلال الخطوات العملية، التي مارسوها في حياتهم وليس من خلال عوامل الوراثة.. وأنهم كانوا يعانون من الضعف في فترات سابقة من حياتهم.
وهذا يعني أن كل إنسان يولد بحد أدنى من قوة الشخصية، ومن خلال التربية، والإرادة والممارسات العملية، يكتسب قوة إضافية يضيفها إلى رصيده الطبيعي منها..
إن قوة الذات في جميع البشر تمكن في الالتزام بهدى الفطرة التي يولدون بها. وهي تلك الطهارة الداخلية التي تولّد الحقيقة.. ومنها تنبع القوة كلها..
ألا ترى أن قود جاذبية الإمام علي (عليه السلام) وقوة ولده الحسين (عليه السلام) بعد مرور أكثر من ألف عام على مقتلهما تنبع من التزامهما العملي بالطهارة الداخلية، وتمسكهما الرصام بالحقيقة، ورفضهما الانسياق وراء المصلحة الآنية الباطلة؟
إنّ هنالك في الحياة قضايا عظيمة، وأخرى تافهة، وكلما كان الإنسان مرتبطاً بقضية عظيمة، كلما اكتسب عظمة تلك القضايا..
فإذا ما رفع أحدنا راية العدالة مثلاً، وكان صادقاً في تمسكه بها، من دون أن يرجو من خلال ذلك مصلحة شخصية بحيث ينافق أو يتناقض مع نفسه، تحولت قوة العدالة إليه فيصبح رمزاً لها. ومن ثم يصبح قوياً لا يقهر..
ألم نر كيف أن رجلاً فقيراً فاشلاً في شبابه، تحول الى قوة كبرى تحدى أكبر إمبراطورية في عصره، وانتصر عليها، أعني غاندي، الذي حرّر الهند من الاحتلال البريطاني عندما كانت أكبر قوة استعمارية، من غير اللجوء إلى أية إلاّ ما سماه «قوة الحقيقة»؟
إن الحفاظ على الطهارة الداخلية النابعة من الفطرة، والإيمان الصادق بالمبادئ والقيم، والعمل المخلص من أجلها، تعطي الذات قوة عظمى لا يقتصر تأثيرها على الزمن المعاصر لها، بل تتدفق في الأزمنة اللاحقة أيضاً..
أليس كل ذلك متوفراً لكل الناس؟
حقاً، إن للصدق قوة كبرى، وكذلك للايمان، والعدالة، والحريّة، والأخلاق وكل من يلتزم بها، ويعمل من أجلها تصبح له قوة في الذات، ويصبح له تأثيراً في الحياة بقدر ما يحمل من ذلك..
فمثلاً: الصدق ليس مجرد مفردة أخلاقية بل هو الذي يعطي الحياة معنى، عبر القوة التي يمد بها صاحبه، وكل الذين دفعوا الناس على أن يسيروا وراءهم، ويقتدوا بهم كانوا صادقين مع أنفسهم ومع الناس.
وكذلك الأمر مع بقية الأخلاق الفاضلة، حيث إن لها سلظاناً على النفوس، حتى بالنسبة إلى أولئك الذين لا يلتزمون بها.
فحتى الكذاب، يحترم من يلتزم بالصدق، وحتى الظالم لا يستطيع إلاّ أن يحترم-على الأقل في أعماق نفسه- من يرفع راية العدالة في وجهه..
وفي هذا يمكن السرّ في عجز طغاة التاريخ عن القضاء على الأنبياء والرسل والصالحين..
إن في الروح ينبوعاً منالقوى الهائلة، وكل من يقترب من هذا الينبوع ويرتشف منه تصبح لديه قوة يسميها البعض سحرية، ولكنها هي قوة الروح الحاكمة على الحياة..
أليست الروح من أمر الله؟
يقول تعالى:﴿وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِۖ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رًبِّى﴾(سورة الأسراء، الآية٨۵).
ومن يملك روحاً يملك الحياة كلها.. أمّا من يفتقدها، فلا تنفع معه الأمور الأخرى.
مثلاً يظن البعض أن الذكاء، أو العلم مهمان جداً من أجل كسب النجاح في الحياة، أو كسب الأهمية في المجتمع، إلاّّ أن تجارب كل الناجحين تدل على أن قوة الشخصية تساهم في نجاح العمل أكثر بكثير مما يساهم الذكاء، مهما كان خارقاً..
وقد يتساءل البعض: ما هي الشخصية؟
والجواب: إنها مسألة غامضة بعض الشيء كالروح، وهي تتحدى التحليل، كشذى الورد، وهي مجموعة ميزات الإنسان الروحية، والفكرية والجسدية، وميوله ورغباته وتجاربه، وتدريباته، وطريقة حياته، تأتي من الإرادة وتتأثر بالوراثة والبيئة، والتربية، ولاشك أن من افتقد جانباً من قوة الشخصية، مثل الوراثة مثلاً، فإنه يمكن تقويتها لديه من خلال جوانب أخرى كالتربية والتدريب. وهذا يعني أنه يمكننا بالتأكيد أن نجعل شخصيتنا أكثر صلابة، وأكثر جاذبية ونسعى للحصول على أقصى ما نستطيعه من خلال هذه الجوهرة التي وهبها الله تعالى لنا..
هل يولد بعض الناس بشخصية قوية بينما يولد آخرون بشخصية ضعيفة؟
أم أن القوة والضعف هنا اكتسابيان؟
لا شك أن هنالك من يولد في ظروف تجعله أقوى شخصية من غيره، فكما يرث أحدنا الصفات الجسدية لآبائه وأمهاته مثل لون بشرته، وتقاسيم وجهه، كذلك فإنه يرث صفاتهم النفسية بنسبة معينة، ولكن ذلك لا يعني أن من لم يرث قوة الشخصية من آبائه فإنه لا يمكنه اكتسابها.
فالصفات التي نرثها ليست كلها من النوع الذي لا يمكن تبديله وتغييره، ولا من النوع الذي لا يمكن الإضافة عليه بشكل أو بآخر..
فظروف الحياة، والتجارب التي يمر بها الإنسان، وتصميمه الجاد وقوة إرادته.. كلها تشكل عوامل تدفعه إلى زرع الصفات التي يرغب فيها في ذاته لتنمو في شخصيته.
وهذا يعني أن ضعفاء الشخصية يمكن أن يصبحوا بمرور الزمن أقوياء، كما يمكن أن يولد أشخاص أقوياء في شخصياتهم من جهة الوراثة، ولكنهم بفعل الظروف الاجتماعية والعائلية يفقدون قوة شخصيّتهم إلى درجة كبيرة.
إن النظر إلى الواقع العملي يكشف عن أن الأكثرية من أقوياء الشخصية هم من الذين اكتسبوها من خلال الخطوات العملية، التي مارسوها في حياتهم وليس من خلال عوامل الوراثة.. وأنهم كانوا يعانون من الضعف في فترات سابقة من حياتهم.
وهذا يعني أن كل إنسان يولد بحد أدنى من قوة الشخصية، ومن خلال التربية، والإرادة والممارسات العملية، يكتسب قوة إضافية يضيفها إلى رصيده الطبيعي منها..
إن قوة الذات في جميع البشر تمكن في الالتزام بهدى الفطرة التي يولدون بها. وهي تلك الطهارة الداخلية التي تولّد الحقيقة.. ومنها تنبع القوة كلها..
ألا ترى أن قود جاذبية الإمام علي (عليه السلام) وقوة ولده الحسين (عليه السلام) بعد مرور أكثر من ألف عام على مقتلهما تنبع من التزامهما العملي بالطهارة الداخلية، وتمسكهما الرصام بالحقيقة، ورفضهما الانسياق وراء المصلحة الآنية الباطلة؟
إنّ هنالك في الحياة قضايا عظيمة، وأخرى تافهة، وكلما كان الإنسان مرتبطاً بقضية عظيمة، كلما اكتسب عظمة تلك القضايا..
فإذا ما رفع أحدنا راية العدالة مثلاً، وكان صادقاً في تمسكه بها، من دون أن يرجو من خلال ذلك مصلحة شخصية بحيث ينافق أو يتناقض مع نفسه، تحولت قوة العدالة إليه فيصبح رمزاً لها. ومن ثم يصبح قوياً لا يقهر..
ألم نر كيف أن رجلاً فقيراً فاشلاً في شبابه، تحول الى قوة كبرى تحدى أكبر إمبراطورية في عصره، وانتصر عليها، أعني غاندي، الذي حرّر الهند من الاحتلال البريطاني عندما كانت أكبر قوة استعمارية، من غير اللجوء إلى أية إلاّ ما سماه «قوة الحقيقة»؟
إن الحفاظ على الطهارة الداخلية النابعة من الفطرة، والإيمان الصادق بالمبادئ والقيم، والعمل المخلص من أجلها، تعطي الذات قوة عظمى لا يقتصر تأثيرها على الزمن المعاصر لها، بل تتدفق في الأزمنة اللاحقة أيضاً..
أليس كل ذلك متوفراً لكل الناس؟
حقاً، إن للصدق قوة كبرى، وكذلك للايمان، والعدالة، والحريّة، والأخلاق وكل من يلتزم بها، ويعمل من أجلها تصبح له قوة في الذات، ويصبح له تأثيراً في الحياة بقدر ما يحمل من ذلك..
فمثلاً: الصدق ليس مجرد مفردة أخلاقية بل هو الذي يعطي الحياة معنى، عبر القوة التي يمد بها صاحبه، وكل الذين دفعوا الناس على أن يسيروا وراءهم، ويقتدوا بهم كانوا صادقين مع أنفسهم ومع الناس.
وكذلك الأمر مع بقية الأخلاق الفاضلة، حيث إن لها سلظاناً على النفوس، حتى بالنسبة إلى أولئك الذين لا يلتزمون بها.
فحتى الكذاب، يحترم من يلتزم بالصدق، وحتى الظالم لا يستطيع إلاّ أن يحترم-على الأقل في أعماق نفسه- من يرفع راية العدالة في وجهه..
وفي هذا يمكن السرّ في عجز طغاة التاريخ عن القضاء على الأنبياء والرسل والصالحين..
إن في الروح ينبوعاً منالقوى الهائلة، وكل من يقترب من هذا الينبوع ويرتشف منه تصبح لديه قوة يسميها البعض سحرية، ولكنها هي قوة الروح الحاكمة على الحياة..
أليست الروح من أمر الله؟
يقول تعالى:﴿وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِۖ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رًبِّى﴾(سورة الأسراء، الآية٨۵).
ومن يملك روحاً يملك الحياة كلها.. أمّا من يفتقدها، فلا تنفع معه الأمور الأخرى.
مثلاً يظن البعض أن الذكاء، أو العلم مهمان جداً من أجل كسب النجاح في الحياة، أو كسب الأهمية في المجتمع، إلاّّ أن تجارب كل الناجحين تدل على أن قوة الشخصية تساهم في نجاح العمل أكثر بكثير مما يساهم الذكاء، مهما كان خارقاً..
وقد يتساءل البعض: ما هي الشخصية؟
والجواب: إنها مسألة غامضة بعض الشيء كالروح، وهي تتحدى التحليل، كشذى الورد، وهي مجموعة ميزات الإنسان الروحية، والفكرية والجسدية، وميوله ورغباته وتجاربه، وتدريباته، وطريقة حياته، تأتي من الإرادة وتتأثر بالوراثة والبيئة، والتربية، ولاشك أن من افتقد جانباً من قوة الشخصية، مثل الوراثة مثلاً، فإنه يمكن تقويتها لديه من خلال جوانب أخرى كالتربية والتدريب. وهذا يعني أنه يمكننا بالتأكيد أن نجعل شخصيتنا أكثر صلابة، وأكثر جاذبية ونسعى للحصول على أقصى ما نستطيعه من خلال هذه الجوهرة التي وهبها الله تعالى لنا..